-- layout: page title: "أظنّ أنّ ثمّة من يُراقبني" author: Carlos Guerra, Peter Steudtner, Ahmad Gharbeia language: ar summary: "إذا كنت تظنّ أنّك مُستهدف بالمراقبة السبرانية فهذا التحليل قد يساعدك على فهم ما يجري" date: 2023-08 permalink: /ar/topics/surveilled parent: Home ---

أظنُّ أنّ ثمّة مَنْ يراقبني

نشهد مؤخّرًا حالات يتعرَّض فيها أشخاص مدنيون للمراقبة، باستخدام أدوات التتبُّع من قِبَل أزواج\قُرناء و كذلك أصحاب الأعمال و المديرين، أو المراقبة الشاملة من قِبَل الحكومات و حملات استهداف النشطاء و الصحافيين ببرمجيات التَّجسُّس. و بالنظر إلى الطيف العريض من التقنيات و الوقائع فمن غير الممكن تناول كُلِّ جواتنب المراقبة هنا، بخاصة لحالات الطوارئ.

و مع هذا فإنَّ هذا التحليل يتناول الحالات الشائعة و تلك المتعلّقة بالنبائط و خدمات الإنترنت التي يستخدمها الأفراد، و التي تُشكِّل طوارئ تُمكن الاستجابة لها. أما عندما لا توجد حلول قابلة للتطبيق فلن نعتبر تلك الحالة طارئًا ولن نتعرّض لها بالتفصيل، بل سنشير إلى مصادر أخرى.

بعض الحالات التي لا يشملها هذا التحليل:

  • المراقبة الماديّة. إذا كنت تظنّين أنّك مستهدفة بالمراقبة الماديّة و تحتاجين مساعدة فلك أن تتواصلي مع المنظمات التي تٌقدِّم الدعم في مثل هذه الحالات.
  • المراقبة الشاملة بكميرات المراقبة في الأماكن العامّة و المساحات الخاصّة و مقار الجهات المختلفة.
  • نبائط التجسّس غير المعتمدة على الاتصال بالإنترنت.

و إبراءً للذمة، تنبغي الإشارة هنا كذلك إلى حقيقة خضوع الناس كافةً إلى المراقبة على نحو أو آخر في زماننا هذا:

  • شبكات الهواتف المحمولة مُصمَّمة بحيث تجمع كموما هائلة من البيانات عن مستخدميها و يمكن لجهات عديدة أن تحصل منها على معلومات منها مواقع تواجدنا و شبكة معارفنا و غيرها.
  • الخدمات على الإنترنت مثل شبكات التواصل الاجتماعي و مُقدِّمي خدمات البريد الإلكتروني يجمعون عنّا بيانات كثيرة يستغّلونها لتوجيه الإعلانات التجارية.
  • يتزايد تطوير حكومات دول العالم نُظمًا مترابطة تجمع و تُصنِّف معلومات عن الأفراد تربطها بهوياتهم الرسمية القانونية صانعةً ملفات تعريف لكُلِّ شخص.

هذه الأمثلة من المراقبة الشاملة، و الحالات العديدة المرصودة من الاستهداف بالمراقبة، تجعلنا نظُنُّ أنّ كُلَّ الناس مُراقبون عن كثب، بخاصة النشطاء و العاملين في المجتمع المدني، و هو ما يتسبب في ضغوط نفسية و يزيد الحمل العاطفي علينا بما يُعيق قدرتنا على مواجهة المخاطر الفعلية التي قد نتعرّض لها. و مع ذلك ففي حالات معيّنة، و حسب طبيعة عملنا و طبيعة المخاطر التي نتعرّض لها و كذلك حسب قُدرات خصومنا، فقد توجد قرائن معقولة على كوننا مراقبين.

و من باب إبراء الذّمة أيضًا ينبغي القول إنَّ كثيرًا من وسائل المراقبة، بخاصة الموجّهة عادة لا تترك أثرًا يمكن للمُراقَب إدراكه. ينبغي أخذ هذا في الحُسبان أثناء اتّباع هذا التحليل، و إذا رأيت أن حالتك غير مشمولة أو هي مُعقَّدة أكثر مما يُتناول هُنا، فتواصل مع إحدى المؤسّسات المذكورة في آخر التحليل.

ينبغي أيضًا الانتباه إلى أنّ المراقبة قد تكون شاملة أو موجّهة. المراقبة الشاملة تستهدف عادة جماعة كبيرة من الناس، مثل كُلِّ مستخدمي منصة تواصل اجتماعي بعينها، أو كُلَّ مواطني دولة ما، أو سكان إقليم ما، و هذا النوع من المراقبة يوظّف التقنية و عادة ما يكون أقلّ خطرًا في المدى المنظور من المراقبة المُوجّهة التي تستهدف شخصًا أو زُمرة من الأفراد و تتطلّب تخصيص موارد أكثر نسبيًا، و عادة ما تكون أخطر بالنظر إلى الدافع.